"كائنًا من كان"
"كائنًا من كان"
الفساد
هو مرض سرطاني وظاهرة عالمية ينتشر في أغلب دول العالم بنسب متفاوتة وليس مقصورا
فقط على دول العالم الثالث. فبحسب تعريف منظمة الشفافية الدولية (منظمة غير حكومية
مقرها برلين-ألمانيا) أن الفساد هو استخدام الشخص للسلطة الممنوحة له
لغرض الاستفادة من منافع شخصية. المنظمة نفسها أعلنت أنه في العام 2016 أن
"عدد كبير من الدول تزايد مستويات الفساد فيها أكثر من تلك الدول التي تحسن
المستوى فيها ما يتطلب عملا سريعا"
الفساد
هو المعطل الرئيسي لأي تنمية ممكن أن تحدث في أي دولة, فبغض النظر عن موارد
تلك الدولة البشرية والطبيعية لا يمكن أن ترى تقدما تنمويا طالما أن الفساد مستشري
بها. وليس أقرب مثال على ذلك دول إفريقيا والعالم العربي التي تعج بالثروات
الطبيعية والبشرية ومع ذلك تجد أن أغلب سكانها يرزح تحت وطأة الفقر والتخلف
والمجاعة بسبب ارتفاع معدلات الفساد واستئثار القلة بخيرات البلد, وعلى
العكس من ذلك تماما نرى دول شرق آسيا كاليابان وكوريا الجنوبية كيف أصبحتا من دول
العالم المتقدمة والمزدهرة وذلك بسبب إرتفاع نسبة الشفافية لديهم وقوانينهم
الصارمة لمحاربة الفساد (تم عزل رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين في ديسمبر الماضي
بسبب استغلال صديقتها هاي تشوي صلتها بالرئيسة في الضغط على شركات للتبرع بملايين
الدولارات لصالح الجمعيات غير الربحية التي تديرها)
هنا
في السعودية تعتبر الواسطة من أبرز مظاهر الفساد المنتشرة بكثرة والتي أرى أنها
أحد الأسباب في تعطيل التنمية بالرغم من صرف مليارات الريالات من أجل ذلك, فعند
تعيين أحد المسئولين نرى أنه يأتي بجيش من الأقارب والأصدقاء معه ويمنحهم مناصب
ورواتب عالية حتى وإن كانوا غير مؤهلين لذلك وإنما هدفه خدمة مصالحه الشخصية بجعل
تلك المؤسسة وكأنها أحد أملاكه الخاصة مما يأثر سلباً على أداء العمل وانحرافه عن
المسار التي أنشأت من أجله بخدمة المواطنين واحتياجاتهم. هذا العمل يعتبر من أهم
أسباب هجرة العقول وإحباطها لدينا, فليست الكفاءة والمؤهل هما المعيار الرئيسي في
الاختيار, وإنما مدى قرابته ومدى إندماجه في اللوبي المعد من قبل الرئيس الفاسد.
اليوم
ومع إحالة الوزير خالد العرج للتحقيق على خلفية قضايا استغلال سلطة, تبث الحكومة
رسالة واضحة لمحاربة الفساد كان قد بدأها الملك عبدالله رحمه الله بإنشاء
"نزاهة" وأكدتها رؤية 2030 كما قال الأمير محمد بن سلمان مهندس
الرؤية سوف نكون بتكاتف الجميع كبارا وصغارا "السماء حد طموحاتنا" وأن
لا أحد فوق القانون "كائنًا من كان"
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
حذف